بداية يجب علينا ان نعرف ما هو الوسواس القهري او (obsessive compulsive disorder (osd

انه نوع من الاضطرابات المتمثلة بالقلق من مواضيع او افكار او وساوس لامنطقية بالنسبة للاخرين (اي مواضيع لا تثير القلق عند الاخرين في العادة) و ترجمة هذا القلق على شكل افعال يشعر المريض بأنه لا يستطيع الا ان يقوم بهذه الافعال ليرتاح من وسوساته و لذلك سميت قهرية لأنها تقهر المريض فيجد نفسه مرغما في كل مرة الى ان ينصاع الى تلك الافعال القهرية ليتخلص من وسوساته...و لكن المشكلة انه بالرغم من ذلك لا يرتاح و قد تزيد المشكلة اكثر و يدخل في دوامة صراعات نفسية فيجد نفسه بين بينين :اما ان ينصاع لوسوساته بأفعال قهرية و اما ان يهمل تلك الوسوسات و لا يقوم بأي فعل و لكن للأسف في كلتا الحالتين لا يرتاح و يظل مكموشا على ذاته و افكاره متشنجا فكريا غير مرتاح ضمن محيطه .

قد تكون تلك الوساوس مرتبطة بحالة معينة و في احيان اخرى عدة حالات حسب تعقيد تلك الوساوس و درجة تفاوتها فمثلا قد تتعلق ب:

--النظافة الزائدة و الخوف من الجراثيم بشكل يعكر صفو حياته و علاقته مع الاخرين و المحيط 

--ترتيب الشيئ نفسه عدة مرات تكرارا و مرارا 

--الخوف من العدوى عند لمس الاخرين  مصافحتهم او من ملامسة الاشياء الخارجة عن نطاقه 

--رغبات عدوانية 

--افكار جنسية 

--العد و الحساب مرارا و تكرارا 

--ان يشعر انه مصدر اذى 

-- الخوف من الحريق فيظل متفقدا كل مصادر النار مرارا 

--يتفقد موضع شيئ معين عدة مرات ""هل الباب مقفل ؟" ثم مرة اخرى "هل الباب مقفل " مرة بعدها مرة و لا يكتفي بل يذهب ليتفقده في كل مرة

 

الى ما هنالك من وسوسات تختلف باختلاف الاشخاص و الحالات و الظروف و الاسباب 

و من هنا و انطلاقا من الجملة الاخيرة يجب علينا ان نلاحظ ان العلاج سيختلف تبعا للشخص نفسه و درجة وسوساته و مدة وجودها و نوع الوسوسات و ظروف المريض و الاسباب التي ادت الى ولادة تلك الوساوس .

و لذلك يجب تقييم المريض كل على حدا فكل مريض حالة خاصة بمكونات وساوسه بدءا من تاريخ ظهور الوساوس او وجود اي تاريخ عائلي الى نتائج و مراحل تلك الوساوس و تمكنها من الشخص و الاضرار به و بمحيطه .

علاج الوسواس القهري اذن سيختلف قد يكون بسيطا مثلا يعتمد على المعالجة النفسية فقط و قد تبين ان الطريقة العلاجية المسماة "المعالجة المعرفية (الادراكية) السلوكية" (Cognitive behavioral therapy - CBT) هي الاكثر نجاعة في معالجة اضطراب الوسواس القهري ، بين الاطفال والبالغين على حد سواء.

وقد يكون علاجا دوائيا ان كان السبب نقص مادة السيروتونين مثلا باتعمال مضادات الاكتئاب التي ترفع من تلك النسبة و غيرها من الادوية 

وقد يكون معقدا يحتاج الى عدة مراحل ومعالجة مركبة دامجة الجانب النفسي مع الجانب الدوائي ,مدة العلاج ايضا ستختلف باختلاف الحالة و الشخص و يجب على المريض عدم وقف العلاج الا بعد استشارة الطبيب .عادة ما يكون العلاج النفسي الدوائي ذو نتائج جيدة .

اذن ,لا يمكن ان نختار طريقة العلاج الا بعد تقييم المريض و البحث بتفاصيل تلك الوساوس و تاريخها و حيثياتها و اسبابها فيكون العلاج نفسي او دوائي او نفسي دوائي .